جمعية كنعان لفلسطين

بيان صادر عن (جمعية كنعان لفلسطين) في الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة صبرا وشاتيلا

 






نعيش هذه الأيام ذكرى سوداء وحزينة .. ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا التي وقعت في أيلول / سبتمبر 1982م، حيث استمرت ثلاثة أيام 15،16،17، سبتمبر 1982م، ثلاثة أيام من الذبح والقتل والاغتصاب وبقر بطون الحوامل وتقطيع الأجساد بالفؤوس والبلطات والسواطير راح ضحيتها مابين 2.000 -3.000 ضحية على أقل تقدير جلهم من الفلسطينيين قاطني مخيم صبرا ومخيم شاتيلا وعدداً من المواطنين اللبنانيين والعرب كانوا يقطنون في هذه المخيمات، إن الصعوبة في حصر الرقم الدقيق لضحايا هذه المجزرة البشعة يرجع لقيام الذئاب البشرية التي اقترفت هذه المجزرة الرهيبة كانوا يدفنون ضحاياهم مباشرة بواسطة الجرافات في ساحة المخيم شاتيلا.
لقد حدثت هذه المجزرة بعد أن انسحبت قوات منظمة التحرير الفلسطينية إثر عدوان وحصار قامت به إسرائيل على لبنان استمر ما يقارب من ثلاثة شهور بعد أن أخذت قيادة المنظمة تعهدات رسمية من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم التعرض للمدنيين الفلسطينيين وحمايتهم في لبنان.
ولم يمض على التعهد أيام معدودة حتى أقدم أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الإنسانية بالتنكر لها واقترفوا جريمتهم السوداء، حيث قام الجيش الإسرائيلي وبمشاركة شخصية مباشرة من مجرمي الحرب آريئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي ودفائيل ايتان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وأمير دوري قائد المنطقة الشمالية وإيلي حبقية ومعاونيه من قادرة القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي باقتراف هذه الجريمة السوداء مع بعضهم البعض تخطيطاً وتنفيذاً حيث قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي بإطباق الحصار التام على هذين المخيمين يوم 15/09/1982م اتبعه المدفعية والدبابات بالقصف طيلة الليل، ثم حضرت القوات اللبنانية والكتائب وأفراد جيش لبنان الجنوبي بواسطة الشاحنات مسلحين بالفؤوس والبلطات والسواطير ودخلوا لأزقة هذه المخيمات ليقترفوا جريمتهم الشنعاء على مدى ثلاثة أيام متواصلة ذبحاً وتقطيعاً دون أي تمييز بين نساء وأطفال وشيوخ حيث كانت الأوامر التي صدرت لهم صريحة وواضحة "لا نريد أحياء"

 




أن تفاصيل هذه المجزرة التي رواها الجرحى والأطباء والصحفيون الأجانب الذين كانوا أول من أكتشف هذه الجريمة السوداء تحوي من الأهوال مايصعب على العقل الإنساني استيعابها لما تحويه من عنف أسود وحقد أعمى وعطش لا يروي من الدم الإنساني يفوق عطش الذئاب للدماء والأجساد البشرية.
وبهذه المناسبة الحزينة والتي نعتبرها وصمة عار في جبين العدالة الإنسانية بأن المجرمين الحقيقيين شارون وايتان ودوري وحبقية وكل من اشترك معهم تخطيطاً وإعداداً وتنفيذاً لابد أن ينظر لهم بأنهم مجرمو حرب بصفتهم الشخصية الاعتبارية كونهم قادة وممثلين رسميين لجهات محددة بعينها، وعليه فإن المجرم الحقيقي الذي اقترف هذه المجزرة البشعة يتمثل في دولة إسرائيل والأحزاب اللبنانية الشريكة معها "القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية" وبالتالي فنحن نختصم هذه الجهات أمام محكمة جرائم الحرب الدولية إلى جانب اختصام الأشخاص المخططين والمنفذين لهذه الجريمة نختصمهم ونطالب بالقصاص منها وتعويض الضحايا عما عانوه من أهوال وآلام بالرغم من يقيننا بأن ما عانوه وما خسروه لا يمكن أن يعوض.
وبهذه المناسبة الحزينة مناسبة مرور خمسة وعشرون عاماً على وقوع هذه المجزرة فأننا نتوجه بنداء إنساني لكل محبي العدالة والحرية والمنادين بحقوق الإنسان والحفاظ على حياته من جمعيات ومنظمات حقوقية وإنسانية وتضامنية على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية بالانضمام إلينا كي نرفع دعوى قضائية أمام محكمة مجرمي الحرب الدولية ضد كل دولة إسرائيلية والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وضد كل الأشخاص الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة النكراء انطلاقاً من أن جرائم الحرب لا تنتهي بالتقادم لأن أرواح الضحايا ستظل تطارد الضمير الإنساني مطالبة بالعدالة والقصاص من القتلة.
الخزي والعار للقتلة
المجد والخلود للشهداء

 



حول الموقع

جمعية كنعان لفلسطين، منظمة مجتمع مدني