جمعية كنعان لفلسطين

يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني


شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الأربعاء مهرجاناً جماهيرياً مهيباً  نظمته جمعية كنعان لفلسطين بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، وإحياءً للذكرى الثانية لشهيد فلسطين والأمة المناضل ياسر عرفات، وشارك فيه الدكتور عبد الكريم الارياني- المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، والسيدة فدوى البرغوثي – حرم المناضل المعتقل مروان البرغوثي، والسيد معن بشور- أمين المؤتمر القومي العربي، والسيدة فيلافيا بانسيري- ممثلة المم المتحدة بصنعاء، والسيد بيينبنيدو جارسيا- سفير كوبا بصنعاء، وعدد كبير من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية، ومنظمات المجتمع المدني اليمنية ، فضلاً عن مشاركة مدرسة صنعاء البريطانية.




وقد استهل المهرجان فعالياته بعزف النشيدين الوطنيين اليمني والفلسطيني، ثم الوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على روح الشهيد ياسر عرفات، وأرواح شهداء الثورتين اليمنية والفلسطينية، وشهداء الأمة العربية.
وفي كلمة وجهها السيد كوفي أنان بالمناسبة ، وألقتها السيدة فيلافيا بانسيري وصفت في مطلعها التسوية السلمية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأنها "بعيدة المنال بشكل يبعث على الأسى" ولم تتمخض أية نتائج عن الفرص المتتابعة للدفع بعملية السلام، معربة عن القلق البالغ إزاء الوضع في الميدان.




وأشارت إلى أن "العمليات العسكرية في قطاع غزة أفضت إلى زيادة هائلة في الإصابات بين صفوف المدنيين وتدمير الممتلكات والهياكل الأساسية. ولقد أهبت مرارا بإسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن إحداث مزيد من التصعيد لوضع قاتم أساسا ، وأكدت أيضا وسأظل أواصل التأكيد على أن حماية المدنيين الفلسطينيين هي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بموجب القانون الدولي ".




وأكدت أن السلطة الفلسطينية نفسها تواجه أزمة سياسية ومالية أوهنت قدراتها، فالمؤسسات والمدارس الفلسطينية تعاني من أوضاع بالغة السوء بشكل يبعث على الانزعاج ، الأمر الذي يؤدي الى تفاقم المعاناة الحادة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأوضحت : "أن ما يجعل المأزق الحالي وتواصل سفك الدماء أكثر مأساوية هو إدراكنا لرغبة أغلبية كبيرة من أفراد الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي كليهما في التوصل إلى حل عن طريق المفاوضات يفضي إلى قيام دولتين أي إلى حل يتم بموجبه إنهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967م وإنشاء دولة فلسطين المستقلة، وضمان الأمن لإسرائيل".




وحملت الطرفين مسئولية التوصل الى مخرج من محنتهما من خلال الدخول في عملية سياسية تحمل مقومات الاستمرار، ويمكن أن تفضي الى تحقيق السلام المنشود. منوهة إلى إن المجتمع الدولي قد اضطلع أيضا بدور مهم في هذا الصراع منذ بدايته الأولى ولا يمكن له أن يتملص من مسؤولياته في المساهمة في التوصل إلى حل.
ثم استعرضت السيدة بانسيري أدوار الأمم المتحدة لإحلال السلام والجهود المبذولة للتخفيف من وطأة المعاناة.



من جهته وجه الدكتور عبد الكريم الارياني – المستشار السياسي لرئيس الجمهورية – كلمة بالمناسبة نقل في مطلعها تأكيد رئيس الجمهورية على "إن اليمن قيادة وحكومة وشعباً لن تتوان مطلقاً عن دعم كل نضال عربي شريف، وأوله النضال الفلسطيني"، منوهاً الى أن إحياء هذا اليوم يمثل "تخليداً وتأصيلاً لليوم العالمي لمناصرة الشعب الفلسطيني".




وقال : يأتي احتفالنا اليوم بعد ما يزيد عن قرن من الزمن، على بداية الحركة الصهيونية التي تمخض عنها الاستعمار الإمبريالي الأوربي وسيطرته على قارتي آسيا وأفريقيا وتنافس عليهما حتى دخل في صراعاته الذاتية والتي بلغت ذروتها في الحرب العالمية الثانية.



وأضاف: بفضل نضال شعوب آسيا وأفريقيا حمل الاستعمار عصاه ورحل ،ولكنه ترك في ارض فلسطين العربية اخطر بؤرة استعمارية استيطانية عنصرية لم تعرف البشرية مثلها على الإطلاق. مشيراً الى أن هذه البؤرة التي اختارت من كل البدائل التي عرضها عليها الاستعماري (اللورد بلفور ) ارضا يعيش في حناياها شعبا مناضلا لا يمل، ومكافحا لا يكل، يؤمن بما قاله شاعره الشهير عبد الرحيم محمود "سأحمل روحي على راحتي ..وارمي بها في مهاوي الردى، فاما حياة تسر الصديق.. واما ممات يغيض العدى".




وحيا  روح الشهيد الخالد ياسر عرفات ، واقفاً بإكبار وإجلال للأسرى القابعين في زنازين العدو الغاصب والمحتل الغاشم ،وتحية لك مناضل ومناضلة على ارض فلسطين الحبيبة ،وكما عودنا الشهيد أبو عمار إنها ثورة حتى النصر.



من جهته قال الأستاذ يحيى محمد صالح- رئيس جمعية كنعان المنظمة للمهرجان، رئيس اللجنة الشعبية لدعم صمود الشعب العربي في فلسطين ولبنان: نجتمع اليوم في قاعة الشهيد ياسر عرفات(أبو عمار)لنحيي الذكرى الثانية لاستشهاده ونستلهم من مسيرته النضالية روح الوحدة الوطنية وتجميع الصفوف في وجه العدو المحتل.. نستلهم من هذا التراث النضالي كيفية الجمع بين المرونة في التكتيك والصلابة في التمسك بالمبدأ والمثابرة على تحقيق الهدف مهما تبدلت الأشكال وتغيرت الوسائل واختلفت الظروف.



وأكد: أن  قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار الـ29 من شهر نوفمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني اعترافاً واضحاً من قبل المجتمع الدولي بمشروعية النضال الوطني الفلسطيني وبمشروعية الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. مشيراً إلى أن القرار كما يؤيد ويتضامن مع الشعب الفلسطيني فإنه يدين كل ما يمنع دون تحقيق أهداف نضاله المشروعة.




وقال: أننا للأسف الشديد نرى عكس ذلك في مجلس الأمن الدولي ، حيث تقف الولايات المتحدة الأمريكية متربصة بأية قرارات تدين إسرائيل وتقترب من إنصاف شعبنا الفلسطيني حيث تحول حق الفيتو إلى هراوة تهوي بها على رؤوس كل من يحاول أن يدين إسرائيل  أو يردع عدوانها المتمادي.




وأكد : أن التضامن الحقيقي مع شعبنا الفلسطيني يبدأ بدعم للوقوف في وجه الاحتلال والتكاتف من اجل أزالته عن الأرض الفلسطينية ..مشيراً إلى إن إسرائيل لا تعترف بالقرارات الدولية فحسب بل تتمادى يوميا في عدوانها وتقتيلها وحصارها الشامل لشعبنا الفلسطيني، الذي يعد وصمة عار في جبين الإنسانية ، والمفروض من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبتواطؤ عربي عقابا لشعبنا الفلسطيني لممارسته الديمقراطية واختياره لممثليه في انتخابات حرة ونزيهة..
وأشار إلى أن فك الحصار الجائر المفروض على فلسطين يبدأ بنا نحن بتكاتف الجميع شعوبا ودولا عربية وإسلامية ومحبة للعدالة والسلام والحرية بإعلانها عدم الإقرار بهذا الحصار الجائر والعمل على كسره وتحطيمه ، آملاً أن تترجم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي قراراتها بهذا الشأن بأسرع ما يمكن.




وأعلن الأستاذ يحيى صالح عن البدء في التحضيرات لبناء وتجهيز معهد الرئيس الصالح الزراعي في الضفة الغربية بتكلفة تقديرية مليون دولار ، ليكون ثاني مشاريعنا الكبيرة إلى جانب مدرسة بلقيس اليمن الثانوية للبنات في غزة، والتي أوشكت على الانتهاء".




وأكد : إننا نقدم هذه المشاريع لأشقائنا في فلسطين تحت شعار: "أن كل ما نقدمه لا يساوي قطرة دم تسيل من طفل فلسطيني".
وأشار يحيى صالح في كلمته إلى أن جمعية كنعان لفلسطين مع اللجنة الشعبية اليمنية لدعم صمود الشعب العربي في فلسطين ولبنان استطاعت إيصال حمولة طائرة من الأدوية إلى أبناء غزة بعد تعنت استمر قرابة الشهرين من الاحتلال الإسرائيلي ، علاوة على إرسال حمولة  أربع شاحنات من الأغذية إلى الضفة الغربية، وتجهيز طائرة ثانية محملة بالأدوية والأجهزة الطبية إلى قطاع غزة للمساهمة في "فك الحصار الظالم المضروب على أهلنا في فلسطين".



وشاركت السيدة فدوى محمد البرغوثي- حرم المناضل الأسير مروان البرغوثي- بكلمة أيضاً أعربت في مستهلها عن الاعتزاز والإكبار لليمن شعباً ورئيساً وحكومة على هذا الموقف النبيل والأصيل في التضامن مع الشعب الفلسطيني المقاوم ، بما يجسد نبل وأصالة ومصداقية هذا البلد وأهله في دعم مسيرة النضال المشروع لأبناء الشعبين الفلسطيني اللبناني .




وقالت أن مروان البرغوثي الذي حمل رسالة الانتفاضة والمقاومة وقال من زنزانته :رغم السجن والسجان ورغم القتل والاغتيال والإرهاب احمل رسالة الشموخ والكبرياء الوطني، مشيراً إلى أن لليمن مكانة الصدارة في قلوبنا.
مخاطباً أبناء اليمن قائلا" أنتم العرب الأحرار الذين تعبرون بصدق وأمانة عن وقفتكم الأصيلة إلى جانب فلسطين وشعبها العظيم ..فنحن الأسرى والسجناء نتوجه بجزيل الشكر والعرفان لليمن الكبير بوحدته وقيادته وشعبه والكبير بالتزاماته بالقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين ".



 



أما السيد معن بشور فقد القى كلمة باسم المؤتمر القومي العربي أشاد فيها بالمواقف اليمنية تجاه القضايا العربية والقومية.
وقال: إننا كنا نجد اليمن شعباً وقيادة في قلب التضامن مع لبنان وفلسطين وكيف ننسى أولئك الشبان الذين جاءوا عام 82 ليدافعوا عن الثورة الفلسطينية في بيروت التي كانت محاصرة يومها، مضيفاً ويومها كان اليمن شطرين لكن اليمنيون توحدوا في قلب المعركة في بيروت قبل ان يتوحدوا هنا في عام 90 .




واثنى بشور على الموقف اليمني في الفترة الأخيرة معبراً عن شكره لجمعية كنعان في تحفيز الشعب اليمني في التفاعل مع قضايا الأمة العربية .
ونوه بشور في كلمته إلى وجود ازدواجية دولية في التعامل مع قضايا العرب وما يخص إسرائيل ،وقال إن هذه الازدواجية هي التي توجد التطرف والإرهاب مستنكراً أن يعمل مجلس الأمن على إرسال قوات دولية الى العديد من الدول في الوقت الذي لا يحرك فيه ساكناً تجاه إسرائيل .




ودعا بشور إلى إعادة النظر في الخطاب العربي والإسلامي على نحو يجعل قضايانا مفهومة بشكل أكبر من الرأي العالمي ولنقدم الإسلام بصورته الحقيقية ،داعياً في ختام كلمته إلى أن تكون مناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد عرفات فرصة لمطالبته لكشف الحقيقة لأسباب وفاته



كما القى السيد بينينيدو جارسيا - السفير الكوبي بصنعاء- كلمة استهلها بالاشارة إلى إن البشرية اليوم تمر بلحظات صعبة وخطر كبير يتمثل في وجود قوة عظمى وحيده هي الولايات المتحدة الأمريكية تملك اكبر قوة عسكرية واقتصادية وتعتبر نظامها السياسي هو النظام الصالح والمقبول، وهو نفس النظام الذي يكلف في الوقت الراهن حياة المئات من البشر في أجزاء مختلفة من العالم بما فيهم مواطنين من الولايات المتحدة نفسها .




وقال: أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل خلال العام 2006م فقط مئات القتلى وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال.
وأضاف: أن كوبا تطالب مجدداً بالوقف الفوري لهذه الجرائم المستمرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ، وتؤمن بأن الحل الوحيد للنزاع الفلسطيني هو الاستعادة غير المشروطة لكافة الأراضي العربية المحتلة ، بدون خضوعها لأي نوع من الضغوط وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة على أراضيها الشرعية.



 



 




وطالب السفير الكوبي مجلس الأمن والأمم المتحدة بإدانة هذه الأعمال الإجرامية وإلزام إسرائيل بوضع نهاية لأعمالها الإجرامية التي تنتهك جميع أعراف ومواثيق القانون الدولي والإنساني .



كما ألقيت كلمة باسم مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ألقاها معمر الارياني – رئيس الاتحاد العام لشباب اليمن، وكلمة أخرى للمؤتمر القومي العربي ألقاها معن بشور، وكلمة باسم طلاب وطالبات ومعلمي ومعلمات الجمهورية اليمنية ألقاها الطالب محمد العنسي. وقدمت هدى أبلان – الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- قصيدة بالمناسبة.




وتخلل المهرجان تقديم مقطوعات موسيقية شاركت بها فرقة تلاميذ مدرسة صنعاء البريطانية، بجانب فقرات إنشادية قدمها مجموعة من طلاب المدارس اليمنية.



وفي ختام المهرجان بادر الأستاذ يحيى محمد صالح إلى تقديم درع جمعية كنعان إلى كلا من السيدة فدوى البرغوثي، والسيد معن بشور، فيما قدمت السيدة البرغوثي درع أبناء فلسطين لجمعية كنعان.



حول الموقع

جمعية كنعان لفلسطين، منظمة مجتمع مدني