جمعية كنعان لفلسطين

الذكرى السادسة والثلاثين لإحراق المسجد الأقصى

بيان صادر عن جمعية كنعان لفلسطين

(( معاً وسوياً من أجل حماية الأقصى من التهديم وبيت المقدس من التهويد ))





يمر اليوم ستة وثلاثين عاماً على الجريمة البشعة المتمثلة بمحاولة إحراق المسجد الأقصى المبارك. حين أقدم المجرم الصهيوني دينيس مايكل روهان في 21 آب أغسطس 1969م بالإقدام على إشعال الحريق في المسجد الأقصى المبارك وكادت محاولته الدنيئة أن تنجح لولا لطف الله سبحانه وتعالى أولاً وهبّة سكان القدس والقرى المجاورة مسلمين ومسيحيين ثانياً بالتصدي للنيران وإطفائها بالرغم من قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بإعاقة وصول عربات الإطفاء وقطع المياه إلاّ أن بطولات المقدسيين وأهالي القرى المجاورة استطاعت أن تتغلب على النيران الحاقدة وتنقذ المسجد الأقصى من النيران التي أتت على منبر صلاح الدين.

 




إن هذه المحاولة المجرمة لم تكن من قبل مهووساً ومريضاً نفسياً كما حاول الصهاينة أن يصوروا الأمر بل هي في الحقيقة أولى الخطوات التنفيذية للنيل من الأقصى المبارك هذه المحاولات التي مازالت تتعاظم عاماً بعد عام طيلة هذه السنوات وأخذت أبعاداً خطيرة حين أصبح الحاقدين العنصريين لا يخفون مخططاتهم تجاه الأقصى بهدف هدمه وإقامة هيكلهم المزعوم على هذه البقعة المقدسة وتنشط اليوم عشرات المنظمات الصهيونية المتطرفة من أجل تنفيذ هذه الجريمة النكراء بتنسيق علني وسافر فيما بينهم وبنشر مخططاتهم الهندسية لهذا الهيكل المزعوم. وفي هذا العام أخذوا يكثفون محاولاتهم المجرمة هذه حيث كانوا في السابق يكثفون نشاطهم في شهر آب أغسطس من كل عام. أما في هذه السنة أصبحوا يقومون بمحاولاتهم للنيل من الأقصى واقتحامه مطلع كل شهر عبري.

 




إن هذه المحاولات العلنية تجري أمام أعين حكومة إسرائيل العنصرية التي تتظاهر أمام العالم بمنع هؤلاء المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتكمن المهزلة هنا بأنها تمنع أشقائنا الفلسطينيين من الوصول للقدس العربية وللأقصى.

 




إننا نرى بأن السياسة الرسمية لحكومات إسرائيل المتعاقبة تتلاقى مع مخططات المنظمات الصهيونية المتطرفة وإن كانت تتبع أساليب أخرى تعتمد أساساً على تهويد مدينة بيت المقدس وطرد أكبر عدد ممكن من أبناء المدينة منها حيث جعلتهم يقيمون في مدنهم وفق إقامات سنوية تمنحها لهم وتستن عشرات القوانين لسحبها منهم مع تطويق القدس بأحزمة متتالية من المستوطنات لتعزل بيت المقدس عن محيطها العربي ويأتي إقامة جدار الفصل العنصري في سياق هذا المخطط ليعزل القدس تماماً عن محيطها العربي وليجعلها فريسة أمام غول التطرف العنصري الذي مازال بشكل رسمي حكومي يقوم بالحفريات تحت المسجد الأقصى والذي يشكل تهديداً جدياً وخطيراً على بناء المسجد بكامله.

 




واليوم وأمام ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة يضطر مجرم الحرب شارون أن يعلن عن انسحاب قواته من قطاع غزة وتفكيك مستوطناته ورحيل مستوطنيه بغير رجعة. إن مجرم الحرب شارون يحاول أن يعوض عن هزيمته في قطاع غزة ليحقق تقدماً للمخططات الاستيطانية في الضفة الغربية بشكل عام وفي بيت المقدس بشكل خاص ويقوم بحملة علاقات عامة إعلامية على الصعيد العالمي ليسوق نفسه (كرجل سلام) ويحاول أن يجعل من هذه الحملة بمثابة قنابل دخانية وستاراً كثيفاً يحجب به الرؤيا عما يدور في القدس وفي الضفة الغربية.

 




وإننا في جمعية كنعان لفلسطين إذ نتقدم بالتهنئة الحارة لشعبنا الفلسطيني عمّا أنجزه في قطاع غزة من انسجاب للجنود الصهاينة ورحيل المستوطنين نتمنى أن تستكمل هذه الخطوة بتحرير قطاع غزة أرضاً وبحراً وسماءً كجزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني لتتركز كل الجهود من أجل تحرير الضفة الغربية والقدس الشريف.

 




وإننا بهذه المناسبة ندعو أبناء ا لأمة العربية أن يسألوا أنفسهم سؤالاً محدداً ماذا فعل؟ وماذا قدم من أجل إنقاذ المسجد الأقصى من التهديم؟ وبيت المقدس من التهويد؟

 




كل من موقعه وكل حسب جهده، لأن هذه الحماية تحتاج لجهود إعلامية وفكرية وتعبوية واستثمارية وذلك بتكثيف المشاريع الخيرية والخدمية لأهل بيت المقدس ليساعدهم على الصمود في أرض الرباط حتى لا يصبح الأقصى مسجداً بدون مقدسيين يحموه مما يمكن الصهاينة منه.

 




هي مناسبة للذكرى والتذكير والتفكير والعمل. والنصر ليس مستحيلاً فبجهودنا جميعاً متضامنين مع شعبنا الفلسطيني يمكن أن نكرر ما يحدث في قطاع غزة ونقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 





جمعية كنعان لفلسطين
21/8/2005م



حول الموقع

جمعية كنعان لفلسطين، منظمة مجتمع مدني